الثلاثاء، 12 فبراير 2013

يالله


(يسأله من فى السموات و الارض كل يوم هو فى شأن) اذا اضطرب البحر و هاج الموج وهبت الريح نادى اصحاب السفينة : " يا الله"
اذا ضل الحادى فى الصحراء ومال الركب عن الطريق و حارت القافلة فى السير نادو:" يا الله"
اذا وقعت المصيبة وحلت النكبة و جثمت الكارثة نادى المصاب المنكوب: " يا الله"
اذا اوصدت الابواب امام الطالبين و اسدلت الستور فى جوه السائلين صاحوا :" يا الله"
اذا بارت الحيل وضاقت السبل وانتهت الآمال وتقطعت الحبال نادوا :" يا الله"
اذا ضاقت عليك الارض بما رحبت وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف :" يا الله"

ولقد ذكرتك الخطوب كوالح                        سود ووجه الدهر اغبر قاتم
فهتف فى الاسحار بأسمك صارخا               فاذا محيا كل فجر باسم

الية يصعد الكلم الطيب و الدعاء الخالص و الهاتف الصادق و الدمع البرئ و التفجع الواله
اليه تمتد الاكف فى الاسحار و الايادى فى الحاجات و الاعين فى المللمات و الاسئلة فى الحوادث
باسمه تشدو الألسن و تستغيث و تلهج و تنادى وبذكره تطمئن القلوب و تسكن الارواح و تهدأ المشاعر و تبرد الاعصاب ويثوب الرشد و يستقر اليقين ( الله لطيفا بعباده)
" الله" احسن الاسماء و اجمل الحروف واصدق العبارات و اثمن الكلمات ( هل تعلم له سميا) ؟
" الله" فاذا الغنى و البقاء والقوة والنصرة و العزى و القدرة و الحكمة (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)
" الله" فاذا اللطف و العناية والغوث والمدد والود والاحسان(ومابكم من نعمة فمن الله)
" الله" ذو الجلال و العظمة و الهيبة و الجبروت

مهما رسمنا فى جلالك احرفا              قدسية تشدوبها الارواح
فلأنت اعظم المعانى كلها                   يارب عند جلالكم تنداح

اللهم فاجعل مكان اللوعة سلوة وجزاء الحزن سرورا و عندا الخوف امنا اللهم أبرد لاعج القلب بثلج اليقين و اطفى جمر الارواح بماء الايمان

يارب الق على العيون الساهرة نعاسا امنه منك وعلى النفس المضطربة سكينة و اثبها فتحا قريبا يارب واخد حيارى البصائر الى نورك وضلال المناهج الى صراطك و الزائغين عن السيبل الى هداك

اللهم ازل الوساوس بفجر صادق من النور و ازهق باطل الضمائر بفليق من الحق ورد كيد الشيطان بمدد من جنود عونك مسومين

اللهم اذهب عنا الجزن و أزل عنا الهم واطرد من نفوسنا القلق

نعوذ بك من الخوف الامنك والركون الا اليك و التوكل الا عليك و السؤال الامنك و الاستعانة الا بك انت ولينا نعم المولى و نعم النصير


كتاب "لاتحزن"

الأحد، 10 فبراير 2013

المناضل




كان "كايل ماينار" يحاول جاهدا الأ يخسر قضيته ضد شاب من مدينة الملاهى "سيكس فلاجز" و على مدار السنوات قام بتطوير مجموعة من وسائل الاقناع بداية من اثارة روح المرح و الدعابة وحتى استعراض اللعاب القوى كالقيام بعدد كبير من تمارين الضغط مثلا الا ان العامل المسئول عن تشغيل الالعاب فى مدينة الملاهى لم يتزحزح عن موقفه وكان من المستحيل ان يدع "كايل" يصعد الى لعبة قطار الملاهى لأنة عندما نظر اليه لم يرى فية نجما رياضيا او صبيا مؤهلا ومتوازنا من الناحية النفسية فكل ما رآه مجرد دعوى فضائية فى قائمة المدعى عليهم تماما اسفل اسم مدينة الملاهى رأى العامل اسمه مكتوبا بخط غير واضح لذا قال لـ "كايل" ليس هناك فرصة يا صاح .
هكذا شعر كايل بالاحراج أمام اصدقائه ولذا هجر المزاح و الفكاهة .
و امام مائتى متفرج عرض هذا التحدى " اذهب و ابحث عن اضخم شاب يعمل هنا فان استطاع ان يمنعنى عن الصعود الى هذه اللعبة فلن اركبها"
بالنسبة لشخص غريب قد يبدو التحدى مثيرا للضحك بالاضافة الى ذلك قد يرى الشخص الغريب الموقف من منظور عامل مدينة الملاهى قد يوافقه الرأى
فرغم كل شئ يبلغ طول "كايل ماينارد" الواقف بجانب كرسية المتحرك 91 سنتميترا
وينتهى ذراعاه عند مرفقيه وساقاه غير مكتملتى النمو هل سيقدر شخص ما بمثل هذه البنية على الجلوس على مقاعد اللعبة؟
لو كنت"كايل ماينارد" أو احد اصدقائه كنت ستتيقن من انه لا يوجد ما هو مثير للسخرية اكثر من فكرة كونه غير قادر على ركوب لعبة قطار الملاهى و كنت ستأمل من اجل مصلحة اضخم موظف فى مدينة ملاهى "سيكس فلاجر" الا يؤخذ التحدى على محمل الجد لانك بمجرد ان تدخل الى عالم "كايل ماينارد" فانك تعلم ان الاعاقة لا تعنى العجز
عندما حملت " انيتا ماينارد" فى اول مولود لها قام الطبيب باخبارها هى و زوجها "سكوت" بانه ليس بالامكان رؤية ساقى الجنين باستخدام الموجات فوق الصوتية وفى الفحص الثانى اكد الاطباء لأسرة "ماينارد" ان الجنين له اطراف سفلية ثم ولد "كايل ماينارد" 
كان تقدير الاطباء مخطئا فى اعتبار ما شاهدوه كأقدام مكتملة النمو لانها كانت عبارة عن زوج من الاقدام المشوهة برزتا اسفل فخد الطفل بالاضافة الى عدم جود يدين له
كانت ذراعاه ضامرتين باختصار تذكرت " انيتا" :"كان فائق الجمال كان وجهه متوردا و شعره اشقر و عيناه زرقاوين و بشرته رائعة"
لم يعرف الزوجان الشابان ماسوف يأتى به المستقبل اذ انهما لم يريا احدا فى مثل بنية "كايل"  ولذا قررا الا يسبقا الاحداث و سرعان ما نسيا فكرة ان "كايل" معاق و قال "سكوت" "قام بكل ما يقوم به اى طفل اخر زحف و لعب بالالعاب و بكى و ضحك"
و بالتأكد من ان حالة "كايل" ليست ورائية – وليس من المحتمل ان تظهر فى ذريتهما فى المستقبل – انجب "سكوت" و "انيتا" ثلاثة اطفال اخرين جميعهم بنات  و كمالم يبد "كايل" معاقا بالنسبة لوالديه فهو لم يكن شيئا مستغربا بالنسبة لأخواته فكان يلعب معهن مثل اى اخ كبير مشاركا اياهن فى لعبة الغميضة او اللعب بالمسادسات المائية مع اطفال الجيران
نحو طبيعى فإن "كايل" فى هذه الآثناء كان مقيدا بالأطراف المستعارة حيث منعته الساقان من القيام من على الارضية و اشتمل ذراعاه على تجويف مطاطى حتى ابطيه مع وجود اجهزة مثبتة على ظهره لم يكن مستريحا ابدا وفى وقت قراءة القصة بروضة الأطفال قد يجلس "كايل" وزملاؤه على سجادة وحينما يحين وقت العودة الى مقاعدهم فقد يبقى فى الخلف حتى يساعده احد الكبار على النهوض
و ذات يوم قال "كايل" متنهدا " امى انا لا اريد ارتداء هذه الاشياء بعد الآن اود ان اكون قادرا على النزول و اللعب مع الاولاد"
وكانت هذه المرة الاخيرة التى ارتدى فيها الاطراف الصناعية وقالت "أنيتا" معلنة " سنتخلص منها فيمكنه الوثب و التحرك والجلوس فى وقت قراءة القصة ثم العودة الى كرسيه"
ونما "كايل" بلا اطراف وعندما تعلم زملاؤه تلوين الخطوط فعل مثلهم ممسكا بالالوان بين طرفى ذراعيه
وعندما تعلموا الكتابة تدرب على كتابة خط جميل مثله مثل زملائه وللسير لمسافات طويلة وللابتعاد عن القاذورات حصل "كايل" على كرسى متحرك الا انه وضعه جانبا حال تواجده فى المنزل او فى اى موقف يشعر انه من الافضل استغلال جسده الذى منحه الله اياه
وتعلم "كايل" اطعام نفسه بنفسه وذلك بالامساك بالملعقة بين طرفى ذراعيه – حيث يضع واحدة فوق الاخرى- ثم يغرف الحبوب او اى طعام لديه ثم يدير اللعقة و يضع الطعام بآتقان فى فمه وليس هناك اى شئ غير عادى فى ذلك فقط تتطلب المحاولة قدر من التركيز الذى تستغرقة انت فى الفيام بالشئ نفسه مع ذلك ادى "كايل" العملية امام كاميرات التليفزيون ولك ان تتخيل عالما يأتى فيه عدد كبير من الناس الى منزلك ليصوروك و انت تأكل بالملعقة الآن عزيزى القارئ لقد كونت فكرة عن طريقة المعيشة فى عالم "كايل" 
فى مرحلة مبكرة تعلمت اسرة "ماينارد" بأكملها استخدام الدعابة و المزاح للتعامل مع الغرباء و ردود افعالهم و اكثر من مرة تحدث "سكوت"و"انيتا" الى الاولاد حول وجوب ان يغفر المرء للآخرين تطلفهم بطبيعتهم مع العلم انهم لهم حدود يجب عدم تجاوزها ابتسمت "انيتا" قائلة " نسمح للناس بأن يحدوقوا لمدة خمس دقائق تقربيا ثم نسأل ذلك الشخص بعنف عما استرعى انتباهه الينا"
وذات مرة على الشاطئ تماى "كايل" و بعض رفاقة فى مزاحهم كثيرا حين انهم وضعوا على اطرافه صوص الطماطم ثم خرجوا مسرعين من المياه صارخين فى جود سمك القرش ولم ترق تلك المزحة للناس
احترف "كايل" كرة القدم فى سن الحادية عشرة اعتقد "سكوت" ان الفكرة جيدة ولكن "انيتا" لم تكن مقتنعة تماما و فى النهاية تسود كلمة رجل البيت و اكتسب فريق المدرسة الاعدادية عضوا جديدا على الرغم من ضآلة جسده
واذا ما شاهدت تسجيلات الفيديو لمباريات "كايل" ستتعجب من قدرة "انيتا" على تحمل ذلك رؤية ابنها يشق طريقه بمشقة فى الوحل الى جانب كل هؤلاء و ستدهش من مدى شجاعة الفتى و قوة عزيمته لم يكن يمتلك زوجا من الاحذية فى حياته مطلقا نظرا لشكل قدميه ففى ملعب كرة القدم كان يرتدى جوارب تعلوها واقية للساق –وسيلة حماية ضعيفة اذا ما قورنت بالاحذية التى ينتعلها الآخرون
وكانت هذه هى المرة الاولى التى بدأ "كايل" يستحوذ فيها على انتباه الناس و الذين صفوه بالشجاعة وكونه مصدرا للالهام و كان ذلك امرا غريبا على "كايل" واسرته اذ انه لم يحاول الهام الآخرين او كسب الشهرة واذاعة الصيت لنفسه كل ما اراده هو ان يلعب كرة القدم فقط وعلى الرغم من ذلك فانه تقبل الامر بسماحة وكان يجيب على اسئلة الاعلام بذكاء و نضج كان يؤدى عرض الملعقة لهم ايضا
وبدا "كايل" تمارين القوى لتقوية ذراعية وجذعه على نحو مثير للاعجاب
قرر ان الرياضة المناسبة له هى المصارعة و فى ذلك الوقت لم يقتنع "سكوت" تماما بالفكرة اذ انه كان مصارعا سابقا فى المدرسة الثانوية ويعلم جيدا ان المصارعة تختلف عن كونه عضوا فى فريق كرة القدم حيث لا تقع الهزيمة على عاتق فرد واحد على وجه الخصوص
اما اذا خسر "كايل" مباراة مصارعة فقد يرجع السبب الى ان خصمة تفوق عليه فى الأداء فهل سيستطيع ان يتعامل مع الأمر؟
وجاءت الاجابة بنعم وعلى مدار موسمين خسر "كايل" المباريات جميعها
عادة ما تستعرف مباريات المصارعة وقتا طويلا ففى بعض الاحيان كان "كايل" يستيقظ فى الخامسة صباحا من اجل احدى المباريات ليخسرها ثم يجلس بلا عمل فى انتظار مباراة  مصارعة اخرى فى وقت متأخر بعد الظهيرة ليسخر مرة اخرى كان الامر مثبطا للعزيمة الا انه رفض التوقف و الاستسلام
ولحسن الحظ اتبع "كليف راومس" مدرب "كايل" اسلوبا متفتح العقل ومبدعا فى التعامل مع "كايل" و اعترف "راموس" قائلا " فى البداية لم اعرف كيف اتصرف مع "كايل" ان بنيته الجسمانية مختلفة للغاية ثم شرعنا فى محاولة استلاعل تلك البنية و النظر اليها كميزة لذا اخترعنا بعض الحركات القتالية التى سيستخدم فيها ذقنه و ذرراعيه"
وبدا "كايل" فى الفوز وبالاستعانة بذعة القوى الى حد هائل و بخططه الذكية و اصبح منافسا ذا هيبة و احترام فى فئة وزن 47 كيلو جراما
هكذا وجد الخصوم الذين شعروا بالاشفاق او الاسف تجاهه انهم يهزمون امامه بلا شفقة حتى ان بعض الاباء و المدربين اشتكوا ان "كايل" يتميز عن اقرانه بكونه اكثر قوة منهم
ويبدو الامر مضحكا حتى تعرف ان "كايل" حصل ذات مرة على لقب اقوى مراهق بتأدية حركة الفراشة ثلاثا و عشرين مرة مع تقييد زراعية بأغلال تبلغ وزنها 108 كيلو جرامات
وذات مرة قام بتأديتها بـ 190 كيلو جراما و تدرب بالتدريج حتى وصل الى وزن 226 كيلو جراما عندئذ قال " انا فى حاجة الى بعض الاغلال الأغلظ"
و فى عصر احد ايام الصيف قاد "كايل" سيارة والدته المينى فان للذهاب الى تدريب المصارعة مرتديا الأطراف الصناعية و التى تسمح له بالتحكم فى المكابح بذراعيه و فى المدرسة اكتشف "كايل" انه قد نسى مفتاح المصعد الذى يؤدى بكرسية المترحك الى الطابق الثانى حيث قاعة المصارعة قال " نعم حسنا" واندفع نحو السلم المتسخ و الذى بدا ان فريق الركض لمسافات كويلة قد زاره مؤخرا حيث قد عاد لتوه من التريب
و فيما بعد عند عودته الى المنزل ذكر ذلك لـ "انيتا" معترفا لها بكل شئ فسألته " لماذا لم تطلب المساعدة من احد ليحضر لك مفتاح المصعد " فاجاب "كايل" " لم ارغب فى الانتظار بالاضافة الى ذلك فى بعض الأحيان " عليك ان تقوم بما يجب عليك القيام به""
تلك العبارة الخاصة هى احدى العبارات المتكررة على لسان "كايل" بل انه ق يعيد على مسامعك تلك العبارة " اعلم ما يمكننى القيام به وسأقوم بفعله"
كانت جديته – بمثابة مصدر الهام للجميع لانها نابعة من صورة ذاتية راسخة كالجبال وخالية تماما من الاشفاق او الرثاء للنفس
وتسلطت الأضواء مرة اخرى على "كايل" عند اقتراب نهاية مشواره بالمدرسة الثانوية عندما اصبح مميزا فى فريق الجماعة للمصارعة ففى لعبة كرة القدم كان السماح له باللعب و فى احدى المباريات اقترب رجل فى منتصف العمر من "سكوت" لقد شاهد "كايل" على شاشة التليفزيون واراد مقابلته لأن "كايل" انقذ حياته
تأثر الرجل و الذى كان يعانى من السمنه و السكرى و الامراض و الاكتئاب بموقف "كايل" الايجابى وغير حياته الى الأحسن و اخبر "سكوت" قائلا " ان ابنك مضاد بشرى للاكتئاب"
وبانتهاء موسمه الاخير استمر "كايل" فى موضعه ضمن صفوة المصارعين فى جنوب شرق البلاد واحتل المركز الثانى على مستوى الاقليم و اثناء الشهر الذى سبق لبطولة الدولة كان يمكث كل ليلة بصالة التمرين لمدة ساعتين او اكثر بعد انتهاء التدريب و بعد ان يعود زملاؤه فى الفريق الى منازلهم و يظل يتدرب بأقصى جهد كان هدفه كل مساء كما قال " الايركن الى كرسية المتحرك بسبب الاعياء" وفى بطولة الدولة لقى هزيمتين مفجعتين ولكن نظرا لسجله الحافل منح استثناء بالسماح له باللعب فى البطولة الوطنية للمصارعة حيث انتهى به التصنيف ضمن الاثنى عشر الأوائل
واعترف "كايل" بالدهشة الحقيقة جراء الانتباه الذى لقيه نظرا لكونه على حد تعبيره مجرب "لاعب رياضى عادى فى المدرسة الثانوية" ولقد اوضح بعد شهرين من تخرجه من موقفه كمتحدث فى أحد المنتديات الخاصة بالمعاقين انه ليس هناك اعذار حيث اخبر الجمهور قائلا " من الممكن لأى شخص ان يتغلب على العقبات ويحقق احلامه"
فى اغسطس عام 2004 بدأ "كايل" الدراسة بجامعة جورجيا –حيث انه انهى المدرسة الثانوية و حصل على درجات عالية ويمكنه كتابة خمسين كلمة فى الدفيفة على الكمبيوتر باستخدام اطراف صناعية عند نهاية ذراعية- ونظرا لأن الجامعة ليس بها فريق دورى فقد اشترك فى نادى المصارعة فهو يريد ان يستكمل دراسة الخطابة وعلم النفس الرياضى وربما يصبح مدربا او مديرا لاحد المراكز الخاصة باللياقة البدنية
وذات مرة حكم احد القضاة على صبى مظطرب السلوك بأن يقضى يوما مع "كايل" ليتعلم شيئا عن المحن و الشدائد وكان هذا الصبى يعانى من مشاكل نفسية بسبب انفصال والديه قد تم فصله من المدرسة بسبب الشجار وهكذا ضل طريقه وعلى الرغم من ذلك كان "كايل" هو المتسفيد من فضاء هذا الصبى يوما معه حيث عرف المعنى الحقيقى للمعاناة و المشقة 
علق "كايل" على الامر قائلا " يعتقد الناس اننى احيا حياة سيئة انظر الى حياتى بالمقارنة بحياة ذلك الطفل فانا لدى اسرة جميلة تحبنى كل شخص لديه صراعاته و معاناته الا ان معاناتى تعتبر اكثر وضوحا للعيان"
بمجرد ان تفهم ذلك ستصبح فردا فى عالم "كايل" ان السحر الذى يمكن فى "كايل" يتمثل فى قدرته على ان يجعلك تؤمن بانك لو كنت فى موضعة كنت ستقوم تماما بما قد فعل
الان اعلم انك بدات تنظر لـ "كايل" على انه شخص عادى الا ان هذا لا يقلل من شأنه ومن مدى تميزة فتميزه ينبع من قدرته على التصرف وكانه شخص عادى وعندما يقنعك بذلك فانك تبدا ان ترى نفسك و الناس من حولك كقوى طبيعية لا يمكن كبحها او ايقافها نحن جميعا فى حاجة الى تذكر ذلك مرة كل حين

لدى كل شخص تحديات فما من احد معفى منها الا ان الدرس الذى علمناه اياه "كايل" انه ليس من المفيد ان نجلس بلا عمل و نكتفى بالشكوى فبدلا من ذلك تفهم نوع العقبة التى تواجهها و تقبلها و ابحث عن طريق للتغلب عليها و هكذا سعى وفعل ما "عليه القيام به"

من كتاب " نجاحات يومية عظيمة"

الأربعاء، 6 فبراير 2013

رسالة أشجار القيقب




أعرف عنه انه رجل حكيم يعيش فى عزلة هو وزوجتة ولكنة كما قال كان على استعداد لاستقبالى اذا ماحدث و ذهبت الى بلدته نيوانجلند.


لقد سمعته يتحدث منذ سنوات طويلة مضت ومؤاخرا قرأت العديد من كتبه و فى ذك الوقت كنت ابحث عنه متمنيا ان تخفف حكمته من حدة الحزن و الكآبة التى نغصت على ايامى لقد اجتمعت المحن و الخسائر المالية من ناحية و اعاقة قديمة من ناحية اخرى مما افقدنى الشعور بطعم الحياة.


فى احد الايام الصافية من أواخر فصل الشتاء وجدته فى مزرعته القريبه من مدينة كورنث بولاية فيرمونت و المحاطة بالحقول و الغابات المكسوة بالثلوج بعد سنوات من الكتابات والمحاضرات وكذلك مساعة الآخرين وذلك اعتباره رجل دين "وطبيبا للأروح" فان "ادجار إن جاكسون" فى ذلك الوقت كان يطبق حكمته على نفسه لأنة قد اصيب بسكتة دماغية حادة تسببت فى اصابة جانبة الأيمن بالشلل و افقدته القدرة على الكلام.


كان التشخيص المبدئى لحالته خطيرا و اخبر الاطباء زوجتة "استل" ذات الثلاثة و الخمسين ربيعا ان استعادة قدرتة على الكلام بعيدة الاحتمال ومع ذلك استطاع وخلال اسابيع قليلة ان يتحدث مرة اخرى بل وكان مصمما على استعادة الكثير من قدراتة ايضا
قام من مكانه ليحيينى كان رجلا ذا مظهر مميز وقامة متوسطة الطول و اخد يتحرك ببطء على عصا تساعده فى الحركة و كان عينيه بريق واضح للغاية قادنى الى غرفتة التى تراصت فيها الكتب الجديد منها و القديم و التى كانت تحيط بمكتب عليه كمبيوتر مزود ببرنامج معالج الكلمات ورزمة من الاوراق و عدد كبير من المجلات
قال انه سعيدا جدا عندما علم ان كتبه قد ساعدتنى كثيرا و لكنى اضفت قائلا انه ظهر بحياتى سلسة من الاخفاقات اصابتنى بحزن شديد لم استطع تحمله
فرد قائلا "انك مصاب بفاجعة على مايبدو"
فقلت له معترضا"لكنى لم افقد احد من احبائى"
فرد على قائلا" ومع ذلك فانت تمر بتجربة محزنة للغاية واهم ما بالامر انك يجب عليك التألم كثيرا بسبب تلك الاحزان لكن فيما بعد ابحث عن السلوان عن طريق تعلم كيفية التعايش معها" ثم اضاف قائلا "هناك اشخاص لا يستطيعون التعايش مع احزانهم فهم ينهون حياتهم بمرارة واحباط ويعجزون عن ايجاد السلوان فى حين يستطيع البعض الاخر – ممن يستغلون حالة الحزن بمهارة- اكتساب المزيد من الرقة و التحلى بالايمان و لهذا السبب فانك كثيرا ما تسمع انه يجب علينا البوح باحسيسنا و التعبير عن مشاعرنا وهذا جزء من عملية الحزن نفسها و اعلم انه بعد فيامك بكل ذلك سيأتى الشفاء"
ثم قال لى " دعنى أرك شيئا" مشيرا من خلال النافذه الى مجموعة من اشجار القيقب غير المورقة والتى تقف برصانة فى مواجهة رياح شديدة تضرب بعنف اغصانها الخاوية وترسل غبارا من ثلوج الأمس المتساقطة ان المالك السابق قام بزراعة تلك الاشجار حول حدود الخارجية للمزرعة التى تبلغ مساحتها ثلاثة افدنة 


وخرجنا من باب جانبى و تحركنا ببطء على الثلج المجروش متجهين نجو ذلك المرعى كان المرعى عبارة عن رقعة فسيحة تمتلئ بالعشب والزهور البرية فى الصيف لكنها صارت الآن سمراء وذابلة بفعل الصقيع القاتل لاحظت ان يوجد بين الاشجار الضخمة اجزاء من سلك شائك قديم


"منذ ستين عاما قام الرجل الذى زرع هذه الاشجار باستخدمها كسياج حول هذه المزرعة وبذلك وفر الكثير من الجهد الذى كان سيبذل من اجل حفر اماكن تثبت بها اعمدة السياج  كان من المتوقع ان يسبب دق السلك الشائك فى لحاء الأشجار الغض ضررا لتلك الاشجار اليافعة فالبعض منها قاوم ذلك السلك و الآخر تأقلم معه و لذا يمكنك ان تلاحظ ان السلك الشائك قد قبل وادمج فى حياة تلك الشجرة ولم يحدث ذلك مع الشجرة الآخرى الموجودة هناك"


و اشار الى شجرة قديمة شوهها السلك"لماذا آذت هذه الشجرة نفسها بمقاومتها للسلك الشائك فى حين ان الشجرة الاخرى اصبحت سيدا للسلك بدلا من ظهور ندبات موجعة على طول الشجرة فكل ما ظهر هو دخول السلك الشائك من ناحية و بروزه من الناحية الاخرى- كما لو ان مثقابا قد استخدم لادخاله


فى اثناء عودتنا الى المنزل قال "لقد فكرت مليا فى ذلك البستان من الاشجار وسألت نفسى عن تلك القوى الداخلية التى قد تمكن المرء من التغلب على الاذى المتمثل هنا فى السلك الشائك بدلا من السماح له بتشويه ماتبقى من الحياة وكيف يمكن للمرء ان يحول الحزن الى نوع من النماء بدلا من السماح له بأن يصبح نوعا من الاقحام المدمر للحياة؟"
و اعترف "آدجار" بعدم قدرته على تفسير ما حل بأشجار القيقب ثم اكمل حديثة قائلا " لكن مع البشر فالأمر ايسر لأن الأمور اوضح بكثير فهناك العديد من الطرق لمواجهة المحن و تخطى فترات الحزن والحداد اولا يجب ان تحتفظ بنظرة متفائلة فى الحياة والاتحمل اى ضغائن فى صدرك اتجاه احد وقد يكون الاهم من ذلك ان تحاول ان تكون متسامحا مع نفسك و هذا هو الجزء الاصعب فى الموضوع فعليك ان تمضى الكثير من الوقت مع نفسك لان الكثير منا يميل الى المغالاه فى انتقاد نفسه وقع معاهدة سلام مع نفسك على حد تعبيرى اغفر لنفسك تلك الهفوات التى قد ارتكبتها من قبل"

وبعد ان القى نظرة متأملة على بستان اشجار القيقب قفل عائدا الى منزله وقال لى " اذا تحلينا بالحكمة عند معالجة احزاننا واذا استطعنا ان نستغرق وقتا كافيا فى التعبير عما بنا من الم فلن تنتصر الاسلاك الشائكة علينا اننا نستطيع ان ننتصر على اى حزن قد يصيبنا وان نعيش حياتنا منتصرين على الآمنا"

وظهرت"أستل" وفى يديها شطيرة من فطيرة التفاح وفى اليد الأخرى قد من القهوة وواصل "آدجار" حديثه قائلا " احاول المحافظة على جزء متجدد ومتنام فى حياتى بتكوين صداقات جديدة و البحث الدءوب عن المعرفة و بالاضافة الى اكتساب المزيد من الخبرات الجديدة" ثم اشار الى الكمبيوتر الجديد وستة كتب جديدة موضوعة على مكتبة كان يخوص معركتة الخاصة اذ انه كان مايزال محبطا جراء الشلل النصفى الذى اصاب جانبة الايمن و لكنه كان يرفض الاعتراف بالهزيمة

"من الممكن ان نستغل تجاربنا الأليمة كحجة لاعتزال الحياة او من الممكن القبول بفرص التجديد و المحاولة مرة اخرى" قالها ملتفتا ناحية المرعى المكسو بالثلوج عبر الطريق واقترح التجديد و المحاولة مرة اخرى" قالها متلفتا ناحية المرعى المكسو بالثلوج عبر الطريق واقترح قائلا " لديك مشاكلك ولدى صراعاتى التى سوف اواجهها اذا ماقمت انت بالعمل على حل مشاكلك"

فوعدته قائلا " شكرا لك وسوف اقوم بذلك" و تصافحنا و اتفقنا على ذلك ثم انصرفت وشعرت اننى اكتسبت فهما جديدا و اصبح لدى الآن اسلوب المداواة احزانى

وبينما كنت اقود سيارتى عائدا ناحية الوادى ابصرت مزرعته عبر المروج وكانت الرياح تتلاعب بقمم الاشجار المرتفعه تلك السياج الحية والتى كانت لديها الكثير لتخبرنا به جميعا على الرغم من غموضها

فى الختام

ان كثيرا من محن الحياة عادة ماتكون وقتية و سرعان ما تزول حين نعثر على عمل جديد او نصلح بين المتخاصمين او نتعافى من نوبة برد ولكن بعض هذه المحن تكون ذات اثر طويل المدى مثل فقد احد الاحباء او اى مرض جسدى مزمن قد يصيب الانسان او قد تتمثل فى علاقة اسرية فاترة او اى حادث اليم قد يقع لاحدنا فمثل تلك المحن ليست مؤقتة وليس من السهل ازالة اثرها من حياتنا و فى مثل هذه الحالات فان قصة اشجار القيقب الخاصة بـ"آدجار جاكسون" تمدنا بالأمل و الأرشاد اللازمين لمعادة الحياة فهمى تعملنا كيفية مواجهة المحن بل و التأقلم معها مواصلة السير الى الامام

مهمه " انطونيا"


كان هناك اعمال شغب فى سحن " لمسيا" بمدينة "تيخوانا" بالمكسيك؛ حيث كان هناك ألفان و خمسمائة سجين يشعرون بالضجر مكتظين فى مجمع مبان يسع ستمائة نزيل , ويقومون بالقاء الزجاجات المكسورة على رجال الشطرة الذين اطلقوا نيران رشاشاتهم ردا على أعمال شغب هذه.


وفى ذروة هذا الصخب , ظهر على الساحة مشهد مفاجئ : سيدة دقيقة البنية بيلع طولها 170 سم فى السادسة و الثلاثين من عمرها ترتدى زيا محتشما و عفيفا و تمشى بتؤدة وسط هذه المعركة , مدت يديها بإيماءة بسيطة منها للتهدئة , ثم وقفت بثبات وأمرت الجميع بالتوقف عن هذا الصخب , متجاهله سيل من الرصاص و الزجاجات المتطايرة , ثم توقف الجميع بالفعل وعلى نحو غير مصدق.


وعلق "روبرت كاس" - سجين سابق و الآن يقضى فترة إعادة التأهيل - قائلا :"ليس هناك أحد فى العالم يستطيع القيام بذلك الإ السيدة الفاضلة " أنطونيا", المصلحة الاجتماعية التى غيرت حياة الآلاف من الناس".

وفى مدينة"تيخوانا" , حينما كانت تسير السيدة الفاضلة "أنطونيا" على طول رصيف المشاة . كان المرور يتوقف دوريا فى الشارع ؛ حيث ان كثيرا من الناس كانو يعتبيرونها بكل الحب رمزا للتقوى و الورع و الصلاح.

وعلى مدار ربع قرن مضى , عاشت السيدة الفاضلة " أنطونيا" باختيارها فى زنزانة طولها 10 أقدام بسجن "لميسا " متخلية عن سبل الرفاهية ومن حولها القتلة و السارقون وتجار المخدرات , ومع ذلك كانت تعتبرهم كلهم " أبناءها"؛ فكانت تهتم باحتياجاتهم على مدار اليوم , و كانت تحضر لهم أدوية المضادات الحيوية وتوزع النظارات الطبية عليهم و تقدم النصح و المشورة إلى من يفكرون فى الانتحار و تشرف على مراسم الجنازات , و تشرح- دون ادنى اشارة إلى شكاوى فى كلامها- قائلة:" إننى أعيش على افتراض أنه من الممكن يتعرض أى شخص لخطر ما فى منتصف الليل".


نشأت السيدة الفاضلة " انطونيا" -"مارى كلارك" - فى عالم بعيد عن الترف الذى كانت تنعم به ضواحى"بيفرلى هليز" , و كان والدها , و الذى قد نشأ نشأة بسيطة, يمتلك شركة ناجحة للوازم المكتبية , و أردفت متذكرة : "كان أبى يقول دائما إنه من السهل جدا أن تعانى إذا كنت ثريا" , وقال لها أيضا ان الفتاة التى تأتى من "بيفرلى هيلز|, ستظل من "بيفرلى هليز" دوما , و كانت تصدقه .


وعقبت قائلة :"كنت رومانسية , بل ومازالت- فإننى أنظر الى العالم مرتدية نظارة وردية" ونشأت "مارى كلارك" خلال فترة ازدهار مدينة"هوليوود"- حيث النجوم الكبار اللامعون- وخلال الحرب العالمية الثانية ايضا . كانت فتاة جميلة فى مراهقتها تقضى امسيات العطلات فى الحفلات ,تحلم بالمستقبل . و كانت احلامها تتضمن ارتباطها بزوج و انجاب الكثير من الابناء و العيش فى منزل يشبه تلك المنازل الموجودة فى الكتب المصورة .


وتحققت احلامها بالفعل , فبعد تخرجها من المدرسة الثانوية , تزوجت "مارى كلارك" و انجبت سبعة ابناء وقامت بتربيتهم فى منزل بمقاطعة "جريندا هليز" وبعد مرور خمس و عشرين عاما , انتهيت الزيجة بالطلاق , الأمر الذى ظل مصدرا للألم بالنسبة لها رافضة مناقشته و قالت :" لايعنى انتهاء الحلم انه لم يتحقق يوما ما . كل ما يهمنى الآن هو حياتى الثانية ".


و بعد انتهاء زواجها و نضوج ابنائها , الذين تجمعهم بها علاقة وطيدة , اتجهت "مارى كلارك" وبصورة مكثفة الى مساعدة من هم اقل حظا فى الحياة , فكانت معاناة الآخرين تؤثر عليها بشدة دوما و تقول " لم اكمل مشاهدة فليم "ماتنى اون ذا باونتى " نظرا لاننى لم اقو على رؤية عذابات الاخرين و هم موثقون ومكتوفو الأيدى" لقد حافظت "مارى" على استمرار عمل والدها على مدار سبعة عشر عاما بعد وفاته و لكن لم يكن لديها رغبة فى التوسع فى الأعمال التجارية و أشارت قائلة " تتطلب مكالمات العمل نفس مقدار الطاقة المبذولة لاجراء مكالمات للحصول على أسرة على سيبل التبرع للمستشفيات فى "بيرو" حيث يأتى عليك وقت لاتستطيع ان تلعب فيه دور المشاهد فقط بل عليك ان تتعدى الخطوط"


وبالنسبة لها , اخدت خطوات واسعة فى مشوارها  وفى منتصف الستينات بدات فى السفر عبر الحدود المكسيكية مع قوافل الخير لتوزيع الأدوية و المؤن الغذائية على الفقراء وقد صرحت ذات مرة قائلة " فى ذلك الوقت كان كل من اعرفهم من ابناء المكسيك يعملون فى رعاية الحدائق و البساتين" والآن تجد نفسها تنخرط وسط جميع انواع البشر و تندمج معهم بشدة.


و هكذا بدأت حياتها الثانية عندما ضلت هى و رجل الدين المشرف على قافلة الخير طريقهما الى مدينة "تيخوانا" وحينما كانا يبحثان عن السجن المحلى انتهى الأمر بهما الى سجن "لمسيا" بطريق الخطأ وقد تأثرت على الفور بما رأته " ففى المستشفى كان الرجال يعانون من المرض الشديد و مع ذلك يقفون لك حينما تدخل عليهم" و سريعا ما فضت الليالى هناك تنام على سرير غير مريح فى عنبر السيدات و تتعلم اللغة الاسبانية وتساعد النزلاء واسرهم بكل السبل.


و فى عام 1977 اصبحت "مارى كلارك" مصلحة اجتماعية عرفت باسم السيدة الفاضلة "انطونيا" وذلك اقتناعا منها انها اهتدت الى الهدف الحقيقى الذى اراده الله عز وجل لحياتها و الصبح سجن "لمسيا" هو بيتها الدائم و المكان الذى اختارته لقضاء الاعياد فيه و تقول "نورين ولاش باجين " اخدى صديقاتها " ان اولادها يتفهمون اولوياتها فهم يدركون انها اهتمت بهم  و الآن حان الوقت لتهتم بالآخرين"
ويقول"كاس" سجين سابق و الذى  اطلق على ابنتة حديثة الولادة اسم " انطونيا" تيمنا باسم هذه السيدة الفاضلة " لا اعرف كيف يستطيع الآخرون مواكبتها فهى دوما عجلة من أمرها و مع ذلك فلديها متسع من الوقت لك هكذا فان حب الآخرين لها لم يأت من فراغ"


وتقول السيدة الفاضلة "انطونيا" ان الحب هو كل ما لديها لتمنحه للآخرين و تضيف قائلة " انا انكر الجريمة بشدة ولكنى لا اقسو على الجانى وفى هذا الصباح كنت أتحدث لتوى الى شاب فى التاسعة عشرة من عمره قام بسرقة سيارة  سألتة عما ان كان لدية فكرة عما تعنية السيارة بالنسبة لأسرة ما وكم تستغرق من الوقت ليكون لديها واحدة" و أردفت قائلة" اننى احبك ولكنى لا اتعاطف معك هل انت مرتبط؟ اذن ربما خطف احدهم حبيبتك فى اثناء تأدية عقوبتك هنا " ثم ربتت على كتفيه فهى دوما ما تربت على اكتاف الاخرين بمن فيهم حراس السجن الذين توجههم و تقدم اليهم النصح و الارشادات.


ولسنوات كانت السيدة الفاضلة " انطونيا" تجوب حول مدينة "تيخوانا" بسيارة اجرة مطليلة باللون الازرق الغامق و تحكى وهى مقهقه قائلة " وفى احد الأيام ركبت سيارة الشرطة وتبادر الى ذهنى تفكير فى الحال و قلت حمدا لله فاننى احب رجال الشرطة و هم يحبوننى مع العلم ان هذا يتعتبر رد فعل غير تقليدى بالمرة"
ونظرا لكونها متحدثة لبقة فقد اجتذبت مجموعة من يقدمون الدعم و الاسهام فى كل صوره ابتداء من حشية الفراش الى الادوية و الامول فعلى سبيل المثال قد طيب اسنان الافا من الاسنان الصناعية للسجناء الذين لم يروا فى حياتهم فرش اسنان من الاصل " عليك ان تتحلى بالقدرة على الابتسام حتى تستطيع انجاز عملك" قالتها السيدة الفاضلة " انطونيا" فى ايجاز واضافت انها اكثر شخص محظوظ على كوكب الكرة الارضية صرحت " انطونيا" تعقيبا على تجربتها " اننى اعيش فى السجن ولكنى لم اعان ولوليوم واحد من الاكتئاب خلال 27 عام ولم افقد الامل ولم اشعر قط انه ليس هناك ما يمكننى الاستعانة بة لانجاز الاشياء على نجو افضل"


المعزى وراء رسالة السيدة الفاضلة " انطونيا" هو ليس من الضرورى ان يهحر المرء بلده وبيته او طريقة حياته للقيام باسهام و انجاز فى الحياة هكذا سيواجه كل انسان منا- بغض النظر عن عمره او مكانته - فترات من عمره يجب عليه فيها ان يختار بين الاقدام واحداث اختلاف و تغيير او الجلوس فى المؤخرة كـ "مشاهد" فحسب
لقد اختارت السيدة الفاضلة " انطونيا" ان تترك مقعد المشاهد لتشترك فى حياة زاحرة بالمعانى الجملية و لتؤدى دورها " لانجاز الاشياء على نحو افضل" 

من كتاب " نجاحات يومية عظيمة" اتسفن آر كوفى